حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الألوان والطعوم والروائح

صفحة 137 - الجزء 1

  وغيرهم من العوام، وقد بيّنا فيما خالفوا. فصحّ أن جميع الألوان مرئيّة بالأعيان؛ وكذلك النّور والظّلمة⁣(⁣١) القياس واحد فهو سواد وبياض. (والشعاع جسم لطيف يرى بالأعيان)⁣(⁣٢).

  وأيضا فإنه روي عن ابن عباس أن عبد المطلب بن هاشم مرّ بولده عبد اللّه على يهوديّة يقال لها: فاطمة بنت مرّة الخثعمية، وأن نور النبوءة في وجهه⁣(⁣٣) ... الخبر، فدلّ على أن النّور يرى. وروي عن النبيء ÷ أنه قال: «التفكّر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور» وهذا معروف عند الناس، يقول القائل: رأيت ضياء القمر، ورأيت ظلمة الليل؛ قال الشاعر:

  أيها العبد كن لما لست ترجو ... من نجاح أرجى لما أنت راج

  إن موسى مضى ليقبس نارا ... من ضياء رآه والليل داج

  يقول: إنه لما رأى الضّياء حسبه ضياء نار، فمضى ليقتبس من النّار.

  وقد قال القاسم بن إبراهيم @ في ردّه على ابن المقفع:

  وقد ترى الأبصار إن⁣(⁣٤) أشرقت الأنوار فحينئذ ترى الأشياء، وترى الظّلمة والضّياء وهو سواد وبياض، والشّعاع جسم يرى بالأعيان.


(١) في (ش): وكذلك لون النور والظلمة.

(٢) ساقط في (ث).

(٣) في (ض): ورأت نور النبوءة في وجهه.

(٤) في (ج): إذا.