فصل في الكلام في صفات الله والفرق بين الأسماء والصفات
  وقال ولده محمد بن القاسم @ - في كتاب الشرح والتّبيين في صفة اللّه تعالى: لم يزل الجود له صفة، وإن كان من يجود عليه غير موجود، وكذلك كان رحيما ولا مرحوم بالقوّة التي يرحم بها المرحوم إذ خلقه، ورضاه الرّحمة، وإنها عنده محمودة من فعله له مدحه(١)، ولا يجوز أن يقال: إن اللّه لم يزل لهذه المخلوقات فاعلا(٢) قبل فعلها، ولكن يقال: كان خالقا بالقوّة إذا أراد أن يخلقه، وعالم وإن لم يكن معلوم، ورحيم لرضاه بالرّحمة، وإنها من صفته وإن لم يكن مرحوم، وحكيم بقدرته التّامّة على الحكمة، ولا محكمات قبل خلقه لها، وسأضرب لكم في ذلك مثلا: ألا تعلمون أن العالم بالبناء القويّ عليه بنّاء وإن لم يبن، وكذلك النّجار والطبيب والعالم والفارس ... إلى قوله: فسمّي بهذه الأسماء إذ هي واجبة له قبل وجود الأشياء).
  وقال جعفر الصادق # - في رده على صاحب الهليلجة عندما قال له: كيف جاز للخلق أن يتسمّوا بأسماء الخالق؟ - فقال: إن اللّه جل ثناؤه، وتقدّست أسماؤه أباح الأسماء، فقد يقول القائل للواحد من الناس: واحد وقويّ، واللّه واحد قويّ. وصانع واللّه صانع، فمن قال: اللّه واحد، والإنسان واحد، فلم يشبّهه في المعنى(٣)، وإنما الأسماء هي دلالات على المسمّى.
(١) قوله: (من فعله له مدحه) المعنى غير ظاهر فليتحقق. تمت.
(٢) في (ث): فاعل.
(٣) في (ض): فلم يشبه في المعنى.