حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الاستطاعة

صفحة 219 - الجزء 1

  (وابن النّجار)⁣(⁣١) وابن التّمّار، ومن قال بقوله من الزيدية: الاستطاعة مع الفعل، والشيء الذي يفعل به الإيمان هو الشيء الذي يفعل به الكفر، وعلتهم: أنّ الكافر لما أمر بالإيمان، حوّل القوّة والحركة التي كان يستعملها في الكفر.

  وقال أبو حنيفة: الأمر مع الفعل.

  وقال ابن التّمار: الأمر قبل الفعل، وهو مشغول مع الفعل، ودليله: أنّك لا تفعل فعلين في وقت واحد.

  وقال صاحب الطّاق، وهشام الجواليقي: الاستطاعة قبل الفعل، ولا يكون الفعل إلا أن يشاء اللّه؛ وعلتهم: أن أحدا لا يفعل في سلطان اللّه شيئا إلا أن يشاء اللّه ذلك.

  وقال هشام بن جرول: الاستطاعة مثل الفاس والدّلو والإبرة.

  وقالت الفضليّة - وهم أصحاب فضيل الرّقاشي - والشمريّة - وهم أصحاب أبي شمر - والميمونيّة - وهم صنف من الخوارج -: الاستطاعة قبل الفعل، وإنما هي سلامة الجوارح.

  وقال بشر بن المعتمر، ومن قال بقوله: الاستطاعة قبل الفعل، وهي عرض، وهي السّلامة وحدها، [قال]⁣(⁣٢) وعند اللّه عون أعطاه أولياءه ومنعه أعداءه، ودليله قوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ}⁣[الشعراء: ٤]، وقال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ}⁣[الأنعام: ١٢٥]،.


(١) ساقط في (ص).

(٢) زيادة في (ع).