حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الاستطاعة

صفحة 220 - الجزء 1

  وقال أبو الهذيل العلّاف⁣(⁣١)، ومن قال بقوله: الاستطاعة قبل الفعل، وهي عرض من الأعراض، ودليله أن الاستطاعة لا تبقى زمنين لأنه إذا فعل الفعل كان غير محتاج إلى الاستطاعة يفعل بها الفعل الموجود.

  وقال معمّر⁣(⁣٢): الاستطاعة قبل الفعل، والبدن موات يفعل بالطبيعة، والإنسان يفعل بالاختيار.

  وقال حفص الفرد⁣(⁣٣)، وصالح قبة⁣(⁣٤): الاستطاعة قبل الفعل، وهي مع الفعل.

  وقال بعض الإماميّة، منهم أبو مالك الحضرمي: الاستطاعة مع الفعل له، ولتركه، وقبل الفعل.

  وقال ضرار بن عمرو ومن قال بقوله: الاستطاعة قبل الفعل، وهي بعض الإنسان، ودليله على أنها بعض الإنسان؛ أنه لما رأى الإنسان لا ينفك من لون وطعم ورائحة ومحسّة وسمع وبصر وقوّة وعجز، فلما كان اللون بعضه كذلك كان العجز والقوّة بعضه.


(١) سبقت ترجمته.

(٢) هو أبو عمر معمّر بن عباد السلمي، تفرد بمذاهب، وهو من القدرية، وكان يميل إلى مذهب الفلاسفة، ومن تلاميذه عيسى بن صبيح المردار، وانفرد عن أصحابه بمسائل، منها:

الأجسام والأعراض، وكلام اللّه، والحركة والسكون، فعل الإنسان إرادته، توفي سنة ٢١٥ ه

(٣) حفص الفرد، كان من المتقدمين في علم الكلام، ونقد كتاب (الأبواب) لعباد، وهو الذي أملاه أبو هاشم، وهو من المجبرة، ويكنى أبا عمر، وكان من أهل مصر، قدم البصرة، فسمع بأبي الهذيل، واجتمع معه وناظره، فقطعه أبو الهذيل، وكان أوّلا معتزليا، وقال بخلق القرآن.

(٤) صالح قبة: هو أبو جعفر بن محمد بن قبة، من متكلمي الشيعة، وهو من الطبقة السابعة، خالف الجمهور في أمور؛ منها: كون المتولدات فعل اللّه ابتداء، وكون الإدراك معنى. تمت.