فصل في الكلام في الوعد والوعيد
  وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ}[الانفطار: ١٤ - ١٦]، وقال تعالى: {ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[ق: ٢٩]، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ}[الزخرف: ٧٤]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ}[النساء: ١٤]، وقال تعالى: {بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ}[البقرة: ٨١]، ومعنى قول اللّه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}[الزمر: ٥٣] المراد به مع التوبة؛ لأنه ذكر عقيب(١) هذه الإنابة بقوله: {وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ}[الزمر: ٥٤]، فشرط التوبة. وروي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه ÷: «من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنّم خالدا مخلّدا فيها أبدا، ومن تردّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردّى في نار جهنّم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سمّا فقتل نفسه فهو يتحسّاه في نار جهنّم خالدا فيها مخلدا أبدا». وروي عن النبيء ÷ أنه قال:
  «إياكم والزنا، فإن فيه أربع خصال: يذهب بالبهاء من الوجه، ويقطع الرّزق، ويسخط الرّحمن، ويخلّد في النّيران». وروي عن النبيء ÷ أنه قال: «من تعلّم العلم ليباهي به العلماء، ويمارى به السفهاء، أو يباهي به في المجالس لم يرح رائحة الجنّة». وروي في الأخبار: «يؤمر(٢) بالعالم الفاسق إلى النّار قبل عبدة الأوثان. ويقال:
  ليس من يعلم كمن لا يعلم».
  وروي عن النبيء ÷ أنه قال: «لا يقطع رجل حقّ امرئ مسلم
(١) في (ب): عقب.
(٢) في (ب، ص): أنه يؤمر.