حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الآجال

صفحة 330 - الجزء 1

  وعن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه ÷: «اذكروا الموت، وكونوا من اللّه على حذر، فمن كان يؤمل أن يعيش غدا فإنه يؤمل أن يعيش أبدا، ومن يؤمل أن يعيش أبدا يقس قلبه».

فصل في الكلام في الآجال

  اعلم أن الأجل أجلان: أجل محتوم، وأجل مخروم.

  أما الأجل المحتوم فمن اللّه تعالى (جعله)⁣(⁣١) كما شاء، ومتى شاء، وكيف شاء، وحتمه وقدّره، قال عز من قائل: {نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ٦٠ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ}⁣[الواقعة: ٦٠ - ٦١]، وقال تعالى: {وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا}⁣[آل عمران: ١٤٥]، فهذا هو [الأجل]⁣(⁣٢) المحتوم.

  و [الأجل]⁣(⁣٣) المخروم من فعل العباد، وهو كلّ ما كان يجب فيه القصاص أو الدية⁣(⁣٤) أو كان قصاصا بذاته⁣(⁣٥)، أو حدا، فهذا الأجل من فعل العباد، ولا ينسب إلى اللّه تعالى؛ ولأن اللّه قد أعطى العباد الاستطاعة على فعل الطاعة وعلى فعل المعصية، وعلى فعل الشيء


(١) ساقط في (ث).

(٢) زيادة في (ض).

(٣) زيادة في (ج، ل).

(٤) في (ع): والدية.

(٥) في (ص، ي): بنفسه.