حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الآجال

صفحة 336 - الجزء 1

  وقال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ}⁣[النحل: ٧٥]، وقال عز من قائل حاكيا عن امرأة عمران: {إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٣٥ فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى}⁣[آل عمران: ٣٥ - ٣٦]، وقال تعالى: {الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ}⁣[النساء: ٣٤]. فصح أن اللّه تعالى ما ساوى⁣(⁣١) بين الناس في الخلق. وكذلك لم يساو بينهم في الرزق، بل رزق بعضهم أكثر من بعض، وذلك مشاهد ظاهر، وقلّ ما يوجد أخوان لأب وأمّ مستويان في الرزق، ولو كانت صنعتهما واحدة، واستطاعتهما [واحدة]⁣(⁣٢)، فكيف يستوي جميع الناس؟! وبعضهم رزق في ذاته⁣(⁣٣) لبعض مثل الولد للوالد، والمملوك للمالك، فإن الولد رزق للوالد، والمملوك رزق للمالك، فكيف يستوي الرزق والمرزوق، وقد رأينا أرضا ينزل (اللّه)⁣(⁣٤) عليها المطر في كل وقت يحتاج الناس إليه، ويصرف عنها الآفات، ورأينا⁣(⁣٥) أرضا لا يكاد أهلها يعرفون المطر، ولا يزالون في عسر وعسير، ورأينا أرضا يكون فيها الزرع والثمر، فيصيبها اللّه بالريح وبالجراد والبرد⁣(⁣٦)، وهذا مشاهد بيّن،


(١) في (ع، ص): ما سوى.

(٢) زيادة في (ج، ت).

(٣) في (ط، ل، ع): بذاته. وفي (م) لذاته.

(٤) ساقط في (ع).

(٥) في (ل، م): وقد رأينا.

(٦) في (ط، س، م): أو بالجراد أو بالبرد.