حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الميزان

صفحة 361 - الجزء 1

  النفوس⁣(⁣١)، وقد روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «أفضل الجهاد أن تقتل وتعقر فرسك في سبيل اللّه» فإذا كان الرجل يأتي يوم القيامة يجادل عن نفسه فكذلك الفرس الذي يعقر تحته تأتي يوم القيامة تجادل عن نفسها. وقد روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «من قتل عصفورا عبثا أوقف به يوم القيامة فيقول: يا رب إن هذا قتلني عبثا» - أو قريبا من هذا - فإني حفظت المعنى ونسيت اللفظ.

  فأما السباع والحيّات والعقارب وما يؤذي الإنسان من الحيوان، فيجوز أن يجعلها اللّه من عذاب النار⁣(⁣٢) ولا تكون النار تؤذيها - كخزنة النار - وروي في التفسير مثل هذا عن رسول اللّه ÷.

  ومن مشايخ المعتزلة من قال: الميزان هو الميزان المعقول بين الناس، وأنّه يجعل مكان الحسنة في الميزان نورا⁣(⁣٣)، ومكان السيئة ظلمة، وتوزن فيكون الحكم للراجح⁣(⁣٤). ومنهم من قال: لكل واحد ميزان. ومنهم من قال: هو ميزان واحد. وقد ذكرنا ما يدل على فساد هذا القول من أن الأعراض لا يصح وزنها، ولا توزن إلا الأجسام⁣(⁣٥).


(١) في (ب، ش): من ذوي النفوس. وفي (ع): من ذي النفوس.

(٢) في (ص): من أهل النار.

(٣) في (س، ش): نور.

(٤) في (أ): فيكون الغلبة للراجح.

(٥) في (ش، ي): وأنه لا يوزن إلا الأجسام.