فصل في الكلام في أزواج أهل الجنة
  من الصحابة ذلك. فلو كانت الزوجيّة قد انقطعت بينهما لما جاز لواحد منهما(١) أن يغسل صاحبه.
  فإن ماتت المرأة وتزوج أختها فقد قدّمنا القول أن الزوجيّة قد انقطعت بينه وبين الميتة، وأنها ليست له بزوجة في الجنة بل زوجته الأخرى. وعلى هذا لو ماتت امرأة رجل ثم تزوّج أختها(٢) قبل أن تغسل وتدفن لم يجز له غسلها هاهنا ولا النظر إلى الميتة. وكذلك(٣) لو عقد بامرأة عقدة النكاح(٤) ولم يدخل بها ثم ماتت وتزوّج بابنتها قبل أن تغسل وتدفن لم يجز له أن ينظر إلى عورة الميتة. ويؤيد ذلك ما روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «لا ينظر اللّه إلى رجل ينظر إلى فرج امرأة وابنتها» وهذا القول مني اجتهاد، وقياس على ما ذكرنا من الأخبار، واللّه أعلم.
  ويمكن أيضا أن يكون حكم تزويج الآخرة غير تزويج الدنيا؛ لأن أحكام الآخرة غير أحكام الدنيا، إلا في العدل فإن أحكام اللّه تستوي (في العدل)(٥) في الدنيا والآخرة.
  واعلم أن اللّه تعالى يزوج أولياءه في الجنة من حور العين؛ وحور العين نساء يخلقهن اللّه تعالى من الجنة كيف شاء وكما شاء أحسن
(١) في (ل، ه، م): لما جاز لأحدهما.
(٢) في (ش، ج، ع): ثم تزوج بأختها.
(٣) في (ع): وكذا.
(٤) في (س): عقد النكاح.
(٥) ساقط في (ص).