فصل في الكلام في الناسخ والمنسوخ
  كونه(١) ولا يغبأ وجوده، ونسخت الوصية له بآية المواريث؛ وهي قوله تعالى: {وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ}[النساء: ١٢].
  ومما نسخ قول اللّه تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا}[النساء: ١٥] نسخه قول اللّه تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ}[النور: ٢]. وروي عن رسول اللّه ÷ أنه قال:
  «خذوهن واقبلوهنّ(٢) قد جعل اللّه لهنّ سبيلا: البكر بالبكر جلد مائة ونفي عام، والثّيّب بالثيب الرّجم».
  ومما نسخ قول اللّه تعالى في أهل الذمّة: {فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ}[المائدة: ٤٢] نسخه قول اللّه تعالى(٣): {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ}[المائدة: ٤٩].
  ومما نسخ قول اللّه تعالى: {وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ}[البقرة: ٢٨٢] نسخه قوله تعالى: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ}[البقرة: ٢٨٣].
  ومما نسخ حج المشركين، وفي ذلك ما يقول اللّه تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ}[المائدة: ٢] نسخه اللّه بقوله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا}[التوبة: ٢٨].
(١) في (س، ي، ل): ولا يخفى كونه.
(٢) في (ش، ج، ع): حدّوهن، واقبلوهن.
(٣) في (ش، ب): نسخ بقوله تعالى.