حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الناسخ والمنسوخ

صفحة 397 - الجزء 1

  كونه⁣(⁣١) ولا يغبأ وجوده، ونسخت الوصية له بآية المواريث؛ وهي قوله تعالى: {وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ}⁣[النساء: ١٢].

  ومما نسخ قول اللّه تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا}⁣[النساء: ١٥] نسخه قول اللّه تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ}⁣[النور: ٢]. وروي عن رسول اللّه ÷ أنه قال:

  «خذوهن واقبلوهنّ⁣(⁣٢) قد جعل اللّه لهنّ سبيلا: البكر بالبكر جلد مائة ونفي عام، والثّيّب بالثيب الرّجم».

  ومما نسخ قول اللّه تعالى في أهل الذمّة: {فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ}⁣[المائدة: ٤٢] نسخه قول اللّه تعالى⁣(⁣٣): {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ}⁣[المائدة: ٤٩].

  ومما نسخ قول اللّه تعالى: {وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ}⁣[البقرة: ٢٨٢] نسخه قوله تعالى: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ}⁣[البقرة: ٢٨٣].

  ومما نسخ حج المشركين، وفي ذلك ما يقول اللّه تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ}⁣[المائدة: ٢] نسخه اللّه بقوله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا}⁣[التوبة: ٢٨].


(١) في (س، ي، ل): ولا يخفى كونه.

(٢) في (ش، ج، ع): حدّوهن، واقبلوهن.

(٣) في (ش، ب): نسخ بقوله تعالى.