حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الاختلاف في الكتاب

صفحة 411 - الجزء 1

  الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٩٣ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ١٩٤ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ١٩٥ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ١٩٦ أَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ}⁣[الشعراء: ١٩٢ - ١٩٧].

  وأما من خالف في القرآن من المسلمين فإنهم المجبرة، وهم فيه فرقتان: فقالوا جميعا: (القرآن قديم). ثم افترقوا.

  فقالت فرقة: هو هذا المتلوّ.

  وقالت فرقة: ليس هو به، لكنّه عبارة عنه، وليس بحروف بل هو معنى في النفس وهذا حكاية عنه.

  وقالت فرقة: هو هذا المتلوّ وهو قديم. وقد قدمنا الاحتجاج عليهم بما فيه كفاية.

  وقالت المطرفية: القرآن صفة لقلب الملك ضرورية لا تفارق قلبه، والضروريّ عندهم لا يفارق شبحه، وهو عرض حالّ في قلب الملك موجود فيه. وقالوا: هذا الذي معنا عبارة عنه وحكاية، وليس هو به، وقد قدمنا الردّ عليهم بما فيه كفاية عند ذكر الأعراض، إلا أن قولهم: (هو عرض موجود في قلب الملك) ينقض عليهم اعتقادهم أن العرض لا يحلّ في الجسم.

  ومن الرد عليهم وعلى المجبرة: أن اللّه تعالى ما تعبّد العباد إلا بهذا المتلوّ، ولا تحدّى الكفار إلا بهذا المتلوّ.