فصل في الكلام في نبيئنا محمد ÷
  ومن معجزاته ÷: إذعان البعير الصّائل، وإصغاؤه رأسه إليه، وسجوده بين يديه، فقيل له: سجد لك يا رسول اللّه حين رآك، فقال: «لا، لا تبلغوا بي ما لم أبلغ فلعمري ما سجد لي ولكن اللّه سخّره لي».
  ومن معجزاته ÷ ما كان من الاستسقاء.
  ومعجزاته ÷ كثيرة، وأكبرها القرآن، فإنه من أكبر معجزاته ÷.
  والدليل على أنه معجز أن اللّه تحدّى به من جحده بأن يأتي بسورة من مثله فما قدروا، قال اللّه تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}[البقرة: ٢٣]، وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ}[هود: ١٣]، وقال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}[الإسراء: ٨٨].
  فتحدّى العرب مع فصاحتهم وبلاغتهم، وكانوا يتباهون بالبلاغة، ويتفاخرون بالفصاحة، ويرون ذلك من أشرف المناقب وأفخر المآثر، فكفّوا(١) عن المعارضة فيه، وأمسكوا عن المحاورة، مع أنهم كانوا من أحرص الناس في توهين أمر النبيء ÷، وفي إطفاء نوره، قال اللّه تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ}[الصف: ٨]. فكان من كفار العرب والعجم أنهم أعرضوا عن هذا التحدّي، وعجزوا أن يأتوا بسورة مثله(٢) وعادوا إلى الحرب. وفي الشاهد أنه إذا تحدّي إنسان بفعل شيء ولم يفعله، وعاد إلى غيره أنه قد أعجزه.
(١) في (ط، ب، ع): وكفوا.
(٢) في (ص): أن يأتوا بمثله.