حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

صفحة 453 - الجزء 1

  مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}⁣[مريم: ٥ - ٦]، فصحّ أن الخبر الذي رواه أبو بكر لا يصح من رسول اللّه ÷.

  وأما احتجاجهم بإجماع الأمة، وسكوت عليّ # عن حقه فليس ذلك لهم بحجّة من وجوه:

  منها: أن أكابر الصحابة وعلماء الأمة لم تجمع على ذلك بل أنكروه واجتنبوه، فإنه روي عن الزبير لمّا امتنع من البيعة لأبي بكر حمل عليه وانتهى الأمر إلى كسر سيفه⁣(⁣١). وروي أن عمار بن ياسر ضرب، وأن سلمان استخفّ به إذ لم يبايعا لأبي بكر. وروي أن فاطمة & هجموا بيتها، لما تأخّر عليّ # عن البيعة، وأن سعد بن عبادة لما أظهر الكراهة للبيعة اضطر إلى مفارقة المدينة ثم رمي بسهم في أيام عمر ومات. وروي أنه لما قبض رسول اللّه ÷ وولي أبو بكر الأمر واجتمع عليه الناس فرقى المنبر خطيبا، واجتمع الناس حول منبر رسول اللّه ÷ وكان ممن قعد عن بيعته اثنا عشر رجلا:

  ستّة من المهاجرين، وستة من الأنصار، فكان من المهاجرين: خالد بن سعيد، وأبو ذر، وعمار، والمقداد، وسلمان، وأبيّ بن كعب.

  وكان من الأنصار: قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي، وأبو الهيثم بن التّيهان، وسهل بن حنيف، وأبو بردة الأسلمي، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأبو أيوب الأنصاري. وفي بعض الأخبار: فكان من المهاجرين: عمرو بن سعيد بن العاص، والمقداد بن الأسود،


(١) في (م): إلى أن كسر سيفه.