حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

صفحة 454 - الجزء 1

  وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وبريدة الأسلمي. وكان من الأنصار: خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وسهل بن حنيف، وعثمان بن حنيف، وأبو أيوب الأنصاري، وأبيّ بن كعب، فقال بعضهم لبعض: قوموا إلى هذا الرجل فأنزلوه عن منبر رسول اللّه ÷، فقال بعضهم: إن هذا الرجل اتّفقت عليه هذه الأمة، ولكن انطلقوا بنا إلى صاحب هذا الأمر حتى نشاوره ونستطلع رأيه، فانطلق القوم حتى أتوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # فقالوا له: يا أمير المؤمنين كنا في مسجد رسول اللّه ÷ ورأينا هذا الرجل قد صعد منبر رسول اللّه ÷ فأردنا أن ننزله عن منبر رسول اللّه، وكرهنا أن ننزله دونك، ونحن نعلم أن الحقّ لك. فقال علي #: (أما إنكم لو فعلتم ما كنتم إلا حربا لهم، وما كنتم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد، وقد اتفقت هذه الأمة التاركة قول نبيئها، الذين باعوا آخرتهم بدنياهم. وقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلا السكوت لما يعلمون من وغر صدور القوم وبغضهم لأهل بيت محمد ÷، ولكن انطلقوا إليه فأخبروه بما سمعتم من قول نبيئكم محمد ÷ ولا تتركوه في شبهة من أمره، ليكون ذلك أوكد في الحجّة وأبلغ في العقوبة إذا لقي اللّه وقد عصاه وخالف أمر نبيئه).

  فانطلق القوم في يوم جمعة في وقت صلاة الظهر حتى جثوا حول منبر رسول اللّه ÷ فأقبل أبو بكر فصعد المنبر، فقال المهاجرون للأنصار:

  قوموا فتكلّموا بما سمعتم من قول نبيئكم محمد ÷. فقال الأنصار للمهاجرين: بل أنتم قوموا، فتقدموا فإن اللّه قدّمكم علينا في كتابه