فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #
  فقال: {لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ}[التوبة: ١١٧]، فكان أول من تكلم خالد بن سعيد، فقام قائما على قدميه فقال: معاشر المسلمين أنشدكم باللّه وبحق رسول اللّه ÷ تشهدون بأن رسول اللّه ÷ قال لي: «هذا خالد صدّيق قومه»؟ قالوا: بلى واللّه نشهد بذلك. قال: معاشر الناس فأنا أشهد أني سمعت رسول اللّه ÷ وهو يقول: «علي قائد البررة، وقاتل الكفرة، وهو أحق بالأمر من بعدي». ثم جلس. وقام من بعده أبو ذر الغفاري فقال: يا معاشر المسلمين(١) أنشدكم باللّه وبحقّ رسول اللّه ÷ تشهدون بأن رسول اللّه قال: «رحمك اللّه يا أبا ذرّ تموت وحدك، وتدفن وحدك، وتحشر وحدك، وتحاسب وحدك، وتدخل الجنّة وحدك، يكرم اللّه بك سبعة نفر يلون غسلك ودفنك». قالوا: نشهد واللّه بذلك. قال: فأنا أشهد أني سمعت رسول اللّه ÷ يقول: «علي أخي وابن عمي وأبو سبطي والحجة من بعدي». ثم جلس.
  وقام سلمان الفارسي وقال: يا معاشر المسلمين فأنشدكم باللّه(٢) وبحق رسول اللّه ÷ تشهدون بأن رسول اللّه ÷ قال: «سلمان منا أهل البيت»؟ قالوا: بلى واللّه نشهد بذلك، فقال(٣): فأنا أشهد أني سمعت رسول اللّه ÷ وهو يقول: «علي إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وهو الأمير من بعدي» ثم جلس.
(١) في (ع): يا معاشر الناس.
(٢) في (ه، د): ناشدتكم اللّه.
(٣) في (ت): قال.