حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

صفحة 456 - الجزء 1

  ثم قام⁣(⁣١) من بعده المقداد بن الأسود الكندي فقال: معشر المسلمين، أشهد أني سمعت رسول اللّه ÷ وهو يقول: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيء بعدي، الفائز من تولاه، والكافر من عاداه» ثم جلس.

  وقام من بعده عمار بن ياسر فقال: معاشر المسلمين⁣(⁣٢) فأنشدتكم باللّه⁣(⁣٣) وبحق رسول اللّه ÷ ألستم تشهدون أن النبيء ÷ قال: «يا آل ياسر أبشروا [فإن] موعدكم الجنة»، وقال: «عمار مع الحق والحق مع عمار، حيثما دار عمار دار الحق معه»، وقال: «يا عمار تقتلك الفئة الباغية، يكون آخر زادك من الدنيا قعب من لبن»؟ قالوا: بلى واللّه نشهد بذلك، ثم أقبل إلى أبي بكر فقال: يا أبا بكر ارجع عن ضلعك، واقبر شرّك، والزم منزلك، وابك على خطيئتك، وردّ الأمر على من⁣(⁣٤) جعله اللّه له ورسوله، ولا تركنن إلى الدنيا، ولا يغرك⁣(⁣٥) من قريش أوغادها، فعن قليل ترحل عن دنياك ثم تصير إلى ربك فيسألك عما جنته يداك، وما ربك بظلام للعبيد. ثم جلس.

  وقام من بعده أبي بن كعب فقال: يا معاشر المسلمين ألستم تشهدون بأن النبيء ÷ رقى المنبر يوم غدير خمّ، وقام عليّ إلى جانبه وحط يده اليمنى وشالا أيديهما حتى رؤي بياض آباطيهما


(١) في (م): وقام.

(٢) في (ب): يا معشر المسلمين. وفي (ع): يا معاشر المسلمين.

(٣) في (ع، ب): ناشدتكم اللّه.

(٤) في (ض): إلى من.

(٥) في (ش، ب): لا يغرنك.