فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #
  ثم قام(١) من بعده المقداد بن الأسود الكندي فقال: معشر المسلمين، أشهد أني سمعت رسول اللّه ÷ وهو يقول: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيء بعدي، الفائز من تولاه، والكافر من عاداه» ثم جلس.
  وقام من بعده عمار بن ياسر فقال: معاشر المسلمين(٢) فأنشدتكم باللّه(٣) وبحق رسول اللّه ÷ ألستم تشهدون أن النبيء ÷ قال: «يا آل ياسر أبشروا [فإن] موعدكم الجنة»، وقال: «عمار مع الحق والحق مع عمار، حيثما دار عمار دار الحق معه»، وقال: «يا عمار تقتلك الفئة الباغية، يكون آخر زادك من الدنيا قعب من لبن»؟ قالوا: بلى واللّه نشهد بذلك، ثم أقبل إلى أبي بكر فقال: يا أبا بكر ارجع عن ضلعك، واقبر شرّك، والزم منزلك، وابك على خطيئتك، وردّ الأمر على من(٤) جعله اللّه له ورسوله، ولا تركنن إلى الدنيا، ولا يغرك(٥) من قريش أوغادها، فعن قليل ترحل عن دنياك ثم تصير إلى ربك فيسألك عما جنته يداك، وما ربك بظلام للعبيد. ثم جلس.
  وقام من بعده أبي بن كعب فقال: يا معاشر المسلمين ألستم تشهدون بأن النبيء ÷ رقى المنبر يوم غدير خمّ، وقام عليّ إلى جانبه وحط يده اليمنى وشالا أيديهما حتى رؤي بياض آباطيهما
(١) في (م): وقام.
(٢) في (ب): يا معشر المسلمين. وفي (ع): يا معاشر المسلمين.
(٣) في (ع، ب): ناشدتكم اللّه.
(٤) في (ض): إلى من.
(٥) في (ش، ب): لا يغرنك.