فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #
  وقام من بعده أبو بردة الأسلمي(١) فقال: معاشر المسلمين أشهد أني سمعت رسول اللّه ÷ وهو يقول: «علي أخي وابن عمي ووارث علمي، وحامل رايتي يوم القيامة، والخليفة من بعدي، المؤمن من تابعه، والكافر من خالفه» ثم جلس.
  وقام من بعده خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقال: يا معاشر المسلمين ألستم تشهدون بأن النبيء ÷ قبل شهادتي وحدي ولم يزد معي غيري(٢) قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: أشهد أني(٣) سمعت رسول اللّه ÷ وهو يقول: «ألا إن اللّه ربكم، ومحمدا نبيئكم، والإسلام دينكم، والقرآن إمامكم، وعليا هاديكم، فوالى اللّه من والاه وعادى من عاداه» ثم جلس.
  وقام من بعده أبو أيوب الأنصاري فقال: يا أبا بكر ألست تذكر هذه الآية يوم أنزلت: {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} فقمت أنت وصاحبك فقبّلتما بين كتفيه وقلتما: أصبحت واللّه مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة؟ فقال: بلى قد كان ذلك. فقال: أشهد أني سمعت رسول اللّه ÷ وهو يقول: «علي عين اللّه في خلقه، وولايته الصراط المستقيم، والحجة على الأمة بعدي» ثم جلس.
  فلما أن سمع أبو بكر ذلك نزل عن المنبر ودخل منزله، فمكث لا يخرج إلى الناس ثلاثة أيام، فلما أن كان اليوم الرابع أتى(٤) عمر
(١) في (ج): أبو بريدة الأسلمي.
(٢) في (ب): ولم يزد معي أحدا.
(٣) في (ب): أشهد بأني.
(٤) في (ج): في اليوم الرابع أتاه.