حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

صفحة 461 - الجزء 1

  أسوة حسنة، مع أنه # لم يسكت عن حقه. روي عنه # أنه قال لولده الحسن #: (يا بني ما زال أبوك مدفوعا عن حقه، مستأثرا عليه، منذ قبض رسول اللّه ÷ حتى يوم الناس⁣(⁣١)، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) فنسب⁣(⁣٢) من دفعه عن حقه ظالما⁣(⁣٣)، وقد تهدّد اللّه الظالمين بالعذاب.

  وقال أيضا في خطبة له: (أما واللّه لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلّي منها محلّ القطب من الرّحى، ينحدر عني السيل ولا يرقأ إليّ الطّير، فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا ...) إلى آخر كلامه. فلم يسكت #، وإنما وقف لمّا عدم الأنصار.

  ومن ظلم أبي بكر الظاهر أنه منع فاطمة & حقّها من ميراث أبيها في فدك والعوالي وغير ذلك، ولم يرض بظلمه لها حتى زاد فنسب ذلك⁣(⁣٤) إلى رسول اللّه ÷، ولم يكن رسول اللّه ÷ ليحرّم على ابنته وسائر ورثته الميراث منه، وهو يعلم أنّ الصّدقة محرّمة عليهم، والنذور والكفّارات. وإذا منعوا آل رسول اللّه ÷ الميراث - وقد أيضا منعوهم الأخماس - فهل هذا إلا أكبر الظّلم؟

  والقول في تقديم عمر وعثمان على علي # كالقول في تقديم أبي بكر.


(١) في (ص): حتى يقوم الناس.

(٢) في (ت): فسمى.

(٣) في (ج): إلى الظلم.

(٤) في (ب، ص، ع): نسب ذلك.