فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #
  إلى كتاب اللّه وسنة رسول اللّه فأبوا أن يجيبوا، وسألهم الرّجوع إليه فلم يرجعوا، فلمّا أبوا إلا القتال والفساد (في الأرض)(١) حاربهم ووضع فيهم السيف فقتلهم، وعقر بعير عائشة، فأمر أمير المؤمنين # ولده الحسن ومحمد بن أبي بكر أن يمنعا حرم رسول اللّه ÷(٢) ففعلا، وأمر معهما عمار بن ياسر، والأشتر النّخعي، وسعد(٣) بن قيس الهمداني، ونصره اللّه عليهم، وقتل طلحة بن عبيد اللّه، وفرّ الزبير بن العوّام، فبات عند عمير بن جرموز فقتله، فأنكر ذلك عليه أمير المؤمنين # وقال: سمعت رسول اللّه ÷ يقول: «بشّروا قاتل ابن صفية بالنار» ثم عاد إلى المدينة، فأقام بها مدّة، ثم خرج إلى الكوفة في قتال معاوية، فدعاه إلى كتاب اللّه، وسنة رسول اللّه(٤) ÷ فأبى أن يجيبه، فكان بينهما من الحرب ما قد اشتهر وظهر على الناس، إلى أن كان آخر أيّام صفّين، وأشفق معاوية من علي #، ووقع أكثر القتل في أصحاب معاوية، قيل: إنه قتل منهم خمسة وسبعون ألفا، ومن أصحاب عليّ خمسة وعشرون ألفا، ثم إن معاوية - لعنه اللّه - أمر عمرو بن العاص - أخزاه اللّه - فجعل المصاحف على الرماح، وأمر من يحملها أن يقول(٥): بيننا وبينكم كتاب اللّه وسنّة رسوله، فكفّت(٦) أصحاب عليّ #،
(١) ساقط في (ب، ت، ل).
(٢) في (ب، ص، د): حرمة رسول اللّه ÷.
(٣) في (ص): وسعيد.
(٤) في (ص، م): وسنة نبيئه.
(٥) في (ع، ص): أن يقولوا.
(٦) في (ع، م، د): فكف.