حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف الأمة في إمامة علي بن أبي طالب #

صفحة 463 - الجزء 1

  إلى كتاب اللّه وسنة رسول اللّه فأبوا أن يجيبوا، وسألهم الرّجوع إليه فلم يرجعوا، فلمّا أبوا إلا القتال والفساد (في الأرض)⁣(⁣١) حاربهم ووضع فيهم السيف فقتلهم، وعقر بعير عائشة، فأمر أمير المؤمنين # ولده الحسن ومحمد بن أبي بكر أن يمنعا حرم رسول اللّه ÷(⁣٢) ففعلا، وأمر معهما عمار بن ياسر، والأشتر النّخعي، وسعد⁣(⁣٣) بن قيس الهمداني، ونصره اللّه عليهم، وقتل طلحة بن عبيد اللّه، وفرّ الزبير بن العوّام، فبات عند عمير بن جرموز فقتله، فأنكر ذلك عليه أمير المؤمنين # وقال: سمعت رسول اللّه ÷ يقول: «بشّروا قاتل ابن صفية بالنار» ثم عاد إلى المدينة، فأقام بها مدّة، ثم خرج إلى الكوفة في قتال معاوية، فدعاه إلى كتاب اللّه، وسنة رسول اللّه⁣(⁣٤) ÷ فأبى أن يجيبه، فكان بينهما من الحرب ما قد اشتهر وظهر على الناس، إلى أن كان آخر أيّام صفّين، وأشفق معاوية من علي #، ووقع أكثر القتل في أصحاب معاوية، قيل: إنه قتل منهم خمسة وسبعون ألفا، ومن أصحاب عليّ خمسة وعشرون ألفا، ثم إن معاوية - لعنه اللّه - أمر عمرو بن العاص - أخزاه اللّه - فجعل المصاحف على الرماح، وأمر من يحملها أن يقول⁣(⁣٥): بيننا وبينكم كتاب اللّه وسنّة رسوله، فكفّت⁣(⁣٦) أصحاب عليّ #،


(١) ساقط في (ب، ت، ل).

(٢) في (ب، ص، د): حرمة رسول اللّه ÷.

(٣) في (ص): وسعيد.

(٤) في (ص، م): وسنة نبيئه.

(٥) في (ع، ص): أن يقولوا.

(٦) في (ع، م، د): فكف.