حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الأئمة من بعدهما

صفحة 471 - الجزء 1

فصل في الكلام في الأئمة من بعدهما

  وقد قدّمنا الكلام في إجماع الأمة على أن الإمام [هو] الجامع للمحامد؛ منها: القرابة إلى رسول اللّه ÷، ودللنا على أن الحسن والحسين أقرب الناس إلى رسول اللّه ÷، فكما كانا أقرب الناس إلى رسول اللّه⁣(⁣١) كذلك أولادهما.

  ومن طريق النظر أن الإمامة لو كانت في جميع الناس لأدّى ذلك إلى الفساد والالتباس، ولوضع الشيء في غير أهله، وردّ الفرع إلى غير أصله، ولعسر على الناس طلب الإمام، وكان في ذلك فساد الإسلام، وكثر⁣(⁣٢) المدّعون للمقام وكان ذلك سببا لتعطيل الأحكام.

  وأيضا فقد جرت سنّة اللّه في الأوّلين بتقديم ذرية النبيين À أجمعين. فصحّ أن الإمامة في ولد الحسن والحسين محصورة، وعلى غيرهم محظورة. والذي يدل على ما ذهبنا إليه قول اللّه تعالى:

  {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}⁣[الشورى: ٢٣]، وقوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩]، وقد وصّى بمودة ذوي القربى⁣(⁣٣) وهي أجر الرسالة، فصحّ أن ذوي القربى هم أولو الأمر.

  وقد دللنا على أن أولاد الحسن والحسين أقرب ذوي القربى،


(١) في (ش، ص، ب): وكما كانا أقرب الناس إليه ÷.

(٢) في (ص، ش): ولكثر.

(٣) في (ب، ص، د): أولي القربى.