حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة زيد بن علي @ ومن قام بعده من الأئمة $

صفحة 497 - الجزء 1

  الحسني أتى من الديلم إلى اليمن، ودعا إلى طاعة اللّه، وأجابه قوم من أهل اليمن، وجاهد في سبيل اللّه، واستشهد في نواحي مذحج⁣(⁣١).

  وممن قام ودعا أيضا يحيى بن أحمد بن المؤيد باللّه قدّس اللّه روحه، دعا في أرض الدّيلم وجيلان، وحارب الباطنية لعنهم اللّه بحضرموت.

  فهؤلاء الذين سمّينا من أهل البيت $ الذين اشتهر عندنا أمرهم، وثبت عندنا قيامهم، وظهرت دعوتهم. وفي خلال هؤلاء الذين سمّينا⁣(⁣٢) فضلاء من أهل البيت $ لم يمنعهم من القيام إلا عدم الأعوان، فإنهم بلغوا في العلم والزّهد، والعبادة والتّقى ما لا مزيد عليه؛ مثل علي بن الحسين #، ومثل ولده محمد بن علي الباقر، وإنما سمّي الباقر لأنه بقر العلم. وروي أن جابر بن عبد اللّه عمّر حتى لحقه فأقرأه السلام عن رسول اللّه ÷، وقال: أمرني رسول اللّه ÷ أن أقرئك عنه السلام.

  ومثل عبد اللّه بن الحسن بن الحسن فإنه روي أنه مكث يصلي صلاة الفجر بوضوء المغرب ستين سنة.

  ومثل أحمد بن عيسى بن زيد $، ومثل جعفر بن محمد الصادق #، ومثل موسى بن عبد اللّه، وعلي بن موسى، ومثل أولاد القاسم بن إبراهيم: محمد والحسين والحسن أولاد القاسم $، ومثل علي بن العباس، ومثل أبي العباس أحمد بن إبراهيم.

  فهؤلاء وأمثالهم لم يمنعهم من القيام إلا عدم الأنصار وخوف الأشرار، واستظهار أهل الدولتين الأموية والعباسية.


(١) في (ب، ع، د): بنواحي مذحج.

(٢) في (م، ه، د): الذين سميناهم.