حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في فرق الشيعة

صفحة 503 - الجزء 1

  وأما قولهم: إن إمامهم يعلم الغيب. فهذا كذب منهم وكفر وتكذيب بكتاب اللّه⁣(⁣١)، قال اللّه تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}⁣[النمل: ٦٥]، وقال اللّه تعالى:

  {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}⁣[لقمان: ٣٤] فبطل قولهم.

  وأما قولهم: بأن إمامهم قال: (حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث رسول اللّه ÷) وقولهم هو عامّ في جميع الكلام. وهذا بطلانه ظاهر من أمور:

  منها: أنهم يعلمون أن النبيء ÷ لم ينطق بهذا الحديث الذي يقول فيه: (حديثي حديث أبي) ويعلمون أن إمامهم هذا لو قال لخادمه: اسقني ماء أو أعطني ثوبي، أو خذ هذا الثوب، أو يأمر، أو ينهى، أو يستخبر، أن ذلك الحديث لم ينطق به رسول اللّه ÷.

  وكذلك لو دعا زوجته إلى فراشه، فهذا ما لا يتكلم به عاقل. فأما الخبر الخاص الذي يرويه عن أبيه عن جده عن رسول اللّه ÷ فإنه ما كان منه موافقا لكتاب اللّه صدّق، وما كان مخالفا لكتاب اللّه لم يصدّق.

  ومما يبطل قولهم في النص، قول اللّه تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ


(١) في (ع): لكتاب اللّه.