فصل في الكلام في وجوب النظر والاستدلال
  فإني امرؤ مقبوض، وإن العلم سيقبض من بعدي، ويختلف الرجلان فلا يجدان من يفصل بينهما»، وروي عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه ÷: «قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له»، وروي عنه ÷ أنه قال: «إنما يدرك الخير كله بالعقل، ولا دين لمن لا عقل له»، وروي عنه ÷ أنه قال: «ما تمّ دين إنسان قط حتى يتم عقله»، وروي عن النبيء ÷ أنه قال: «جد الملائكة واجتهدوا في طاعة اللّه على قدر عقولهم، فأعملهم بطاعة اللّه(١) أوفرهم عقلا»، وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: قال رسول اللّه ÷: «ما اكتسب أحد مكتسبا مثل فضل العقل يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده عن ردى(٢)، وما تم إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله»، وروي عن الزهري عن سالم عن أبيه عن ابن عمر أن النبي ÷ قال: «لكل شيء معدن ومعدن التقوى قلوب العارفين»، وروي عنه ÷ أنه قال: «الناس يعملون الخير ويعطون أجورهم على قدر عقولهم»، وروي عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه ÷: «إن الرجل يكون من أهل الصلاة ومن أهل الصوم والزكاة والحج وما يجازى يوم القيامة إلا بقدر عقله»، وروي عن النبي ÷ أنه قال: «في جسد ابن آدم نطفة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»(٣)، فصح ما قلنا.
(١) في (ص، ع): فأعملهم بطاعته، وفي (ض): فأعلمهم بطاعته.
(٢) في (ب، ش): ويرده عن ردى.
(٣) في (ب): إن في جسد ابن آدم مضغة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد.