حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الأنوار واختلاف الليل والنهار

صفحة 87 - الجزء 1

  إلى الحمل؛ تقطع في كل يوم درجة، والبرج ثلاثون درجة، فالبروج كلها ثلاثمائة وخمس وستون درجة⁣(⁣١) كعدد أيّام السّنة. والقمر يقطع البروج كلها في شهر، يقطع (في)⁣(⁣٢) كل يوم منزلة، والبرج منزلتان وثلث. والزّهرة تقيم في البرج خمسة وعشرين نهارا، وعطارد كذلك، وزحل يقيم في البرج ثلاثين شهرا، والمشتري يقطع البرج في سنة وشهر، والمرّيخ يقطع البرج في سنة ونصف⁣(⁣٣). ومسير هذه النيّرات السّبع التي هي: الشمس، والقمر، والزهرة، والمشتري، وزحل، والمريخ، وعطارد، إلى جهة المشرق، والفلك يدور بها إلى المغرب، وذلك يتبيّن لك في أسرعها سيرا وهو القمر فكذلك سائرها، وقد مثل العلماء سيرها مثل دبيب النملة في الرّحا، فهي تسير ذات اليمين والرّحا تدور بها ذات الشمال.

  فلما رأينا هذه النيّرات قد وضعت مواضعها، وأعدّت لصلاح الحيوان، ورأينا فيها أثر الصنعة والتدبير⁣(⁣٤)، ودلائل الإنشاء والتقدير، علمنا أنها محدثة.

  وقد قال قوم⁣(⁣٥): شيئان خالقان قديمان⁣(⁣٦): نور وظلمة، فخالق خير وهو النّور، وخالق شر وهو الظّلمة، وقالوا: هما ممتزجان وغلّبوا


(١) في (ش): ثلاثمائة وستون درجة فقط.

(٢) ساقط في (ش).

(٣) في (ب، ش): في شهر ونصف.

(٤) في (أ): أثر التدبير والصنعة.

(٥) في (أ): وقال قوم وهم الثنوية. فقوله: (وهم الثنوية) ليس من كلام المؤلف وإنما هو حشو من الناسخ. تمت.

(٦) في (ض): شيئان قديمان خالقان.