المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مقدمة

صفحة 122 - الجزء 1

  من عندك خير فأسخطك بسبهم أو بسبه إياهم فأره آية تكون آية للناس، فخرجت بُخْتِيَّة⁣(⁣١) من دار فلان مادة عنقها لايرد صدرها شيء حتى انتهت إليه، فنفر الناس عنه فألقته في قوائمها فلم تزل به حتى طفئ، قال: فرأيت الناس يتبعونه ويقولون: استجاب الله لك يا أبا إسحاق، استجاب الله لك يا أبا إسحاق. انتهى.

  وقال بعضهم: قصد أبو مسلم الخراساني مدينة مرو للغزو فلما ملكها وجد فيها حكيماً من المجوس، فقال له: بم صرت حكيماً؟

  قال: تركت الدنيا والكذب، وفي كل صباح أجعل إلهي الذي أعبده تحت قدمي فأمر بقتله فقال: لا تعجل أيها الأمير.

  قال: ما معنى قولك: تجعل معبودك تحت قدميك.

  قال: في كتابكم يقول: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}⁣[الجاثية: ٢٣] فأنا أدس هواي تحت قدمي لئلا يقهرني.

  فقال: من انتهى إلىهذه الحكمة كيف لايسلم؟

  فقال: القلب مقفل والمفتاح بيد غيري، فتوضأ الأمير مع أصحابه وصلى ركعتين وسأل الله تعالى أن يكرم الحكيم بالإسلام فقال: أيها الأمير ألح في الدعاء فقد تحرك القفل، ثم نادى: ألا وإن القفل قد انفتح، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.


(١) البختية: الأنثى من الإبل.