مقدمة
  من عندك خير فأسخطك بسبهم أو بسبه إياهم فأره آية تكون آية للناس، فخرجت بُخْتِيَّة(١) من دار فلان مادة عنقها لايرد صدرها شيء حتى انتهت إليه، فنفر الناس عنه فألقته في قوائمها فلم تزل به حتى طفئ، قال: فرأيت الناس يتبعونه ويقولون: استجاب الله لك يا أبا إسحاق، استجاب الله لك يا أبا إسحاق. انتهى.
  وقال بعضهم: قصد أبو مسلم الخراساني مدينة مرو للغزو فلما ملكها وجد فيها حكيماً من المجوس، فقال له: بم صرت حكيماً؟
  قال: تركت الدنيا والكذب، وفي كل صباح أجعل إلهي الذي أعبده تحت قدمي فأمر بقتله فقال: لا تعجل أيها الأمير.
  قال: ما معنى قولك: تجعل معبودك تحت قدميك.
  قال: في كتابكم يقول: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}[الجاثية: ٢٣] فأنا أدس هواي تحت قدمي لئلا يقهرني.
  فقال: من انتهى إلىهذه الحكمة كيف لايسلم؟
  فقال: القلب مقفل والمفتاح بيد غيري، فتوضأ الأمير مع أصحابه وصلى ركعتين وسأل الله تعالى أن يكرم الحكيم بالإسلام فقال: أيها الأمير ألح في الدعاء فقد تحرك القفل، ثم نادى: ألا وإن القفل قد انفتح، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.
(١) البختية: الأنثى من الإبل.