المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

صلاة الفزع

صفحة 178 - الجزء 1

  فأفزعه فقام في جوف الليل فصلى ما كتب الله ثم وضع جبهته على الأرض ثم قال: رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لايغفر الذنوب إلا أنت، غفر الله له مالم تكن مظلمة فيما بينه وبين عبد مؤمن فإن ذلك إلى المظلوم».

  وفي كنز العمال: أن نبياً من الأنبياء أعجبته كثرة أمته فقال: من يقوم لهؤلاء، فأوحى الله إليه أن خير أمتك بين إحدى ثلاث إما أن أسلط عليهم الموت أو العدو أو الجوع، فعرض لهم ذلك فقالوا: أنت نبي الله نكل ذلك إليك فخر لنا، فقام إلى صلاته - وكانوا يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة - فصلى فقال: أما الجوع فلا طاقة لنا به، ولا طاقة لنا بالعدو، ولكن الموت، فسلط الله عليهم الموت، فمات منهم ثلاثة أيام سبعون ألفاً فأنا اليوم أقول: «اللهم بك أجاول وبك أصاول وبك أقاتل ولا حول ولا قوة إلا بالله». حم، ع، طب، حل، ق، ص، عن صهيب.

  ومن الدر المنثور: عن حذيفة بن اليمان قال: كان رسول الله ÷ إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة.

  وعن أبي الدرداء قال: كان رسول الله ÷ إذا كانت ليلة ريح كان مفزعه إلى المسجد حتى يسكن، وإذا حدث في السماء حدث من كسوف شمس أو قمر كان مفزعه إلى الصلاة.

  وعن صهيب عن النبي ÷ قال: «كانوا - يعني الأنبياء - يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة».

  وعن ابن عباس أنه كان في مسير له فنعي إليه ابن له، فنزل فصلى ركعتين ثم استرجع وقال: فعلنا كما أمرنا الله فقال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}⁣[البقرة: ٤٥].