صلاة في فخ
صلاة في فخ
  أسند أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبين: عن أبي جعفر محمد بن علي قال: مر النبي ÷ بفخ فصلى ركعة، فلما صلى الثانية بكى وهو في الصلاة، فلما رأى الناس النبي ÷ يبكي بكوا فلما انصرف قال: «ما يبكيكم؟» قالوا لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله، قال: «نزل عليّ جبريل لما صليت الركعة الأولى فقال: يامحمد إن رجلاً من ولدك يقتل في هذا المكان وأجر الشهيد معه أجر شهيدين».
  وفيه بسنده قال: حدثنا النضر بن قرواش قال: أكريت جعفر بن محمد من المدينة إلى مكة فلما ارتحلنا من بطن مر قال: لي يا نضر إذا انتهينا إلى فخ فأعلمني، قلت: أو لست تعرفه؟ قال: بلى ولكن أخشى أن تغلبني عيني، فلما انتهينا إلى فخ دنوت من المحمل فإذا هو نائم فتنحنحت فلم ينتبه، فحركت المحمل فجلس، فقلت: فقد بلغت، فقال حل محملي فحللته، ثم قال: صل القطار، فوصلته، ثم تنحيت به عن الجادة فأنخت بعيره، فقال: ناولني الإداوة والركوة فتوضأ وصلى ثم ركب، فقلت له: جعلت فداك رأيتك قد صنعت شيئاً أفهو من مناسك الحج؟ قال: لا ولكن يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة، وذكر هذين الحديثين شيخنا شيخ الإسلام الحجة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي في كتابه التحف شرح الزلف وقال: رواه في الشافي.
  قال الأزرقي: فخ وادي مكة الأعظم وجبل البرود وهو الجبل الذي بفخ الذي قتل فيه الحسين بن علي، وفي تعليق على الأزرقي الطبعة الثانية قال: فخ وادي معروف بمكة واقع في مدخلها بين طريق جدة وبين التنعيم