فصل في ذكر بعض ما ورد من الآثار في السجود
  السجود لله تعالى فضل من إفضاله، ونعمة من إنعامه، وكرامة من إكرامه وإحسانه على عباده المسلمين، شرع لهم السجود والإخلاص، ووعدهم القبول والخلاص، ليتشرفوا بإخلاص العبودية له وحده لا شريك له، فهو إرضاء لله تعالى وإرغام للشيطان العدو للإنسان، وستراً واقياً من الكبرياء والخيلاء؛ لأن السجود صفة منتهى الخضوع، والذلة والعبودية والخشوع، فلذا فلا يكون إلا لله الواحد الأحد، المستحق لذلك دون سواه، فهو شرف المؤمن، وهو عزه وهو كرامته، وهو قربه وهو امتثاله، وهو سره بينه وبين خالقه العزيز الحكيم، قال الله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}[النجم: ٦٢] وقال تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلاَلُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}[الرعد: ١٥] وقال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً}[الإنسان: ٢٦].
  وروى الإمام المرشد بالله في أماليه: عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء».
  وفي الكنز الثمين: عنه ÷ «عليك بكثرة السجود فإنك لاتسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة» حم، م، ت، ن، ه، عن ثوبان وأبي الدرداء.
  وفي كنز العمال: عن علي قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئاً من قتال ثم جئت إلىلنبي ÷ فإذا هو ساجد يقول: «ياحي ياقيوم»، لا يزيد عليها، ثم ذهبت فقاتلت، ثم جئت فإذا النبي ÷ ساجد يقول: «ياحي ياقيوم» فلم يزل يقول حتى فتح الله عليه. ن والبزار والفريابي في الذكر، ك، هق في الدلائل.