فصل في ذكر بعض ما ورد من الآثار في السجود
  وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «إذا قرأ ابن آدم السجدة اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار».
  وعن أبي ذر عنه ÷ «إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، فما فيها موضع شبر إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد واضع جبهته لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الفلوات تجأرون إلى الله والله لوددت أني كنت شجرة تعضد».
  وفي نزهة المجالس: عنه ÷ «أطيلوا السجود بين يدي الله فإن الله يحب أن يرى عبده ساجداً بين يديه».
  وسئل ابن عباس عن ثواب طول السجدة فقال: الخلود في الجنة كما أن من سجد لصنم سجدة يكون مخلداً في النار.
  وعن الإمام زيد في قوله تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}[الفتح: ٢٩] قال: صفرة الوجوه وعمشة العيون، أخرجه المرشد بالله.
  وعن قتادة في قوله تعالى {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}[النجم: ٦٢] قال: اعنتوا هذه الوجوه لله وعفروها في طاعة الله.
  وفي الدر المنثور: عن مجاهد قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» ألا تسمعونه يقول {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}[العلق: ١٩] وعن الكسائي عن وهب الكلمات التي تلقاها آدم من ربه: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءاً وظلمت نفسي فتب علي ياخير التوابين، من قالها