من صفة سجود الملائكة $
  الملائكة $: ثم فتق ما بين السماوات العلى فملأهن أطواراً من ملائكته، منهم سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون، وصافون لا يتزايلون، ومسبحون لا يسأمون، لا يغشاهم نوم العين، ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، ولا غفلة النسيان.
  وفي حلية الأولياء: عن سعيد بن جبير قال: كان النبي ÷ يصلي فمر رجل من المسلمين على رجل من المنافقين فقال: النبي ÷ يصلي وأنت جالس، فقال: امض لعملك إن كان لك عمل، فقال: ما أظن إلا سيمر عليك من ينكر عليك، فمر عليه عمر بن الخطاب، فقال له: يا فلان، إن النبي ÷ يصلي وأنت جالس، فقال له مثلها، فقال: هذا من عملي، فوثب عليه فضربه حتى انبهر، ثم دخل المسجد فصلى مع النبي ÷، فلما انفتل النبي ÷ قام إليه عمر، فقال: يا نبي الله مررت على فلان آنفاً وأنت تصلي فقلت له: النبي ÷ يصلي وأنت جالس، فقال: مر إلى عملك فقال: النبي ÷ «فهلا ضربت عنقه» فقام عمر مسرعاً فقال: (ارجع فإن غضبك عز ورضاك حكم، إن لله تعالى في السماوات السبع ملائكة يصلون له غني عن صلاة فلان» قال عمر: وما صلاتهم يا رسول الله؟ قال: فلم يرد عليه شيئاً، فأتاه جبريل فقال: يا نبي الله سألك عمر عن صلاة أهل السماء؟ فقال: «نعم» فقال: اقرئ عمر السلام وأخبره أن أهل سماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة يقولون: سبحان ذي العزة والجبروت، وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقولون: سبحان الحي الذي لا يموت.