فصل من الكنوز العظيمة من القرآن الكريم
  وأقلني من صرعة دائي إنك سيدي ومولاي، ومعتمدي ورجائي في منقلبي ومثواي، إلهي كيف تطرد مسكيناً التجأ إليك من الذنوب هارباً؟ أم كيف تخيب مسترشداً قصد إلى جنابك راغباً؟ أم كيف ترد ضمآنا ورد الماء شارباً؟ كلا وحياضك مترعة في ضنك المحول، وبابك مفتوح للطلب والوغول، وأنت الله غاية السؤل ونهاية المأمول، إلهي هذه أزمة نفسي عقلتها بعقال مشيئك، وهذه أعباء ذنوبي درأتها برأفتك ورحمتك، وهذه أهوائي المضلة وكلتها إلى جناب لطفك وعفوك، فاجعل اللهم صباحي هذا نازلاً علي بضياء الهداية والسلامة في الدين والدنيا، ومسائي جنة من كيد الأعداء ووقاية من مرديات الهوى إنك على كل شيء قدير {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٦ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[آل عمران: ٢٦ - ٢٧] سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، من ذا يقدر قدرك ولا يخافك؟ ومن ذا يعلم ما أنت ولا يهابك؟ تألفت بقدرتك الفرق، وفلقت برحمتك الفلق، وأنرت بكرمك دياجي الغسق، وأنهرت المياه من الصم الصواخيد عذباً وأجاجاً، وأنزلت من المعصرات ماء ثجّاجاً، وجعلت الشمس والقمر للبرية سراجاً وهاجاً، من غير أن تمارس فيما ابتدأت لغوباً ولا علاجاً، فيا من توحد بالبقاء(١)، وقهر العباد (وعدل في الحكم والقضاء بالموت والفنا)(٢) صل على محمد خاتم الأنبياء، وآله الأتقياء، واسمع ندائي، واستجب دعائي، وحقق بفضلك أملي
(١) في الصحيفة: (فيا من توحد بالعز والبقاء).
(٢) ما بين القوسين ساقط في الصحيفة.