المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

فصل من الكنوز العظيمة من القرآن الكريم

صفحة 323 - الجزء 1

  تلجلجه، وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه، وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه، يا من دل على ذاته بذاته، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته، وجل عن ملائمة كيفياته، يا من قرب من خطرات الظنون، وبعد عن ملاحظة العيون، وعلم ما كان قبل أن يكون، يا من أرقدني في مهاد أمنه وأمانه، وأيقظني إلى ما منحني به من مننه وإحسانه، وكف أكف السوء عني بيده وسلطانه، صل الله وسلم على الدليل إليك في الليل الأليل، والماسك من أسباب حبالك بحبل الشرف الأطول، والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل، والثابت القدم على زحاليقها في الزمن الأول، وعلى آله الأخيار، المصطفين الأبرار، وافتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح، وألبسني اللهم من أفضل خلع الهداية والصلاح، واغرس اللهم في سوح جناني ينابيع الخشوع، وأجر لهيبتك من آماقي زفرات الدموع، وأدب اللهم نزق الخرق مني بأزمة القنوع، إلهي إن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي إليك إلى واضح الطريق؟ وإن أسلمتني أناتك لقائد الأمل والمنى فمن المقيل عثراتي من كبوات الهوى؟ وإن خذلني نصرك عن محاربة النفس والشيطان فقد وكلتني إلى حيث النصب والحرمان، إلهى أتراني أتيتك إلا من حيث الآمال أم علقت بأسباب حبالك إلا حين باعدتني ذنوبي من دار الوصال، فبئس المطية التي امتطت نفسي من هواها، فواها لما سولت لها ظنونها ومناها، وتباً لجرأتها على سيدها ومولاها، إلهي قرعت باب رحمتك بكف رجائي، وهربت إليك لاجئاً من فرط هوائي، وعلقت بأطراف حبالك أنامل ولائي، فاصفح اللهم عما كان من زللي وخطأي،