مقدمة
  وقال سفيان الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب واحد، قيل: ما هو؟
  قال: رأيت رجلاً يبكي فقلت هذا مراء.
  ولقد أحسن القائل:
  أراني بعيد الدار لا أقرب الحمى ... وقد نصبت للساهرين خيام
  علامة طردي طول ليلي نائم ... وغيري يرى أن المنام حرام
  وعن بعضهم رأيت الجنيد في المنام بعد موته، فقلت: كيف حالك يا أبا القاسم؟
  فقال: طاحت تلك الإشارات، وبادت تلك العبارات، وما نفعنا إلا تسبيحات كنا نقولها.
  وفي رواية: إلا ركيعات كنا نركعها في السحر.
  وعن كعب لو يعلم أحدكم ما ثوابه في ركعتي التطوع لرأى أعظم من الجبال الرواسي، فأما المكتوبة فإنها أعظم عند الله من أن يستطيع أحد أن يصفها.
  وفي كتاب محاسبة النفس لابن أبي الدنيا قال: دخل على زحلة العابدة نفر من القراء فكلموها في الرفق بنفسها، فقالت: مالي وللرفق بها إنما هي أيام مبادرة، فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غداً، والله يا إخوتاه لأصلين لله ø ما أقلتني جوارحي، ولأصومن له أيام حياتي، ولأبكين له