مقدمة
  وفي نزهة المجالس للصفوري الشافعي حكاية: قال إبراهيم بن أدهم: يا رب أرني رفيقي في الجنة، فقيل له في منامه إنها امرأة سوداء اسمها سلامة في مكان كذا ترعى الغنم فهي زوجتك في الجنة، فلما سار إليها وسلم عليها قالت: وعليك السلام يا إبراهيم.
  قال: من أخبركِ أني إبراهيم.
  قالت: الذي أخبرك أني زوجتك في الجنة.
  فقال: ياسلامة عظيني
  قالت: عليك بقيام الليل فإنه يوصل العبد إلى ربه وإن كنت تدعي محبته فالنوم عليك حرام.
  وقيل: أوحى الله إلى داود # كذب من ادعى محبتي حتى إذا جن الليل نام عني يقول الله تعالى «ياجبريل حرك أشجار المعاملة» فإذا حركها قامت القلوب على باب المحبوب.
  ولقد أحسن القائل:
  ببابك عبد من عبيدك مذنب ... كثير الخطايا جاء يسألك العفو
  فأنزل عليه الصبر يا من بفضله ... على قوم موسى أنزل المن والسلوى
  وقال الفضيل بن عياض: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم قد كثرت خطاياك.
  وقال الحسن رضى الله عنه: إن الرجل ليحرم قيام الليل بذنب وقع منه.