مقدمة
  في عموم الأحوال اعتياد قراءة ختمتين في كل شهر إحداهما في صلاته بالليل في كل ليلة جزء، والأخرى خارج الصلاة، والله ولي التوفيق.
  هذا في حق من يحفظ القرآن غيباً، وأما غيره فيقرأ من السور القصار ما أمكنه، وأحسن الأوراد له قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: ١] في كل ركعة ثلاثاً، فقد ورد في الصحاح: «إن من قرأها ثلاثاً فكأنما قرأ القرآن كله» وكان رسول الله ÷ ربما قرأ السورة في ركعة واقتصر عليها وربما قرأ سورتين أو أكثر في كل ركعة كما في الحديث السابق وحديث «إني لأعرف النظائر التي كان رسول الله ÷ يقرن بينهن، فذكر عشرين من المفصل في عشر ركعات وربما غشيه البكاء في تهجده وخنقته العبرة وقام ليلة حتى أصبح بقوله: {إِنْ تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[المائدة: ١١٨].
  فائدة وفي الروض النضير شرح مجموع الإمام زيد بن علي رضوان الله تعالى وسلامه عليهما: قال الشيخ تقي الدين |: قد اختلفت الأحاديث في أعداد الركعات الرواتب فعلاً وقولاً، واختلفت مذاهب الفقهاء في الاختيار لتلك الأعداد، والمروي عن مالك أنه كان لايوقت في ذلك، قال صاحبه ابن القاسم وإنما يوقت في هذا أهل العراق.
  والحق - والله أعلم - في هذا الباب - أعني ما ورد فيه أحاديث بالنسبة في التطوعات والنوافل المرسلة - أن كل حديث صحيح دل على استحباب عدد من هذه الأعداد وهيئة من الهيئات أو نافلة من النوافل يعمل به في استحبابه، ومراتب هذا العمل تختلف فإن عضد هذا الدليل الصحيح