المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الإنسان والعبادة

صفحة 7 - الجزء 1

  قال تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا ١٣ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ١٤ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}⁣[الإسراء: ١٣ - ١٥].

  ولقد أصيب فكرنا الإسلامي بالمرجئة والمجبرة والقدرية، الذين قاوموا حرية الإنسان واختياره.

  فالأولى قالت: (الإيمان قول بلا عمل)، والثانية قالت: (إن الإنسان مسير كالشجرة في مهب الريح)، والثالثة قالت: (إن المعاصي قضاء وقدر)، فيجب على الإنسان الحصيف أن يبتعد عن هذه الأفكار المنحرفة الدخيلة على الإسلام، وأن يتبع إرشادات القرآن والسنة النبوية المطهرة، وأقوال أهل البيت في هذا الجانب العقائدي الهام؛ لأنه إذا قال بأي قول من الأقوال الثلاثة عطل كثيراً من الآيات، وأبطل الثواب، والعقاب، والهدف من الحياة، والخلق، وقلص دور الأنبياء والرسل.

  ومن المعلوم أن الله قد هدى الناس جميعاً بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وتركيب العقول، ومن أخذ بهذه الوسائل التي جعلها الله طريقاً للهداية زاده الله هدى وبصيرة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}⁣[محمد: ١٧]، أما من تنكب عنها فلن يزداد إلا ضلالة، قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ}⁣[التوبة: ١٢٥]، وهو في الأمرين الواضع نفسه حسب اختياره.