المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

فصل في الاستعارة

صفحة 104 - الجزء 1

  لأنه لا يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد وطرفاها هما: الموت والضلال، فالموت والضلال لا يمكن اجتماعهما في شيء واحد، وفي قوله تعالى: {فَأَحْيَيْنَاهُ} تشبيه للهداية بالحياة بجامع ترتب الانتفاع في كل واستعير الحياة للهداية واشتق من الحياة (بمعنى الهداية) فأحييناه بمعنى: فهديناه، وهذه استعارة تسمى: وفاقية؛ لأنه يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، وطرفاها هما: الهداية والحياة، فالهداية والحياة يمكن اجتماعهما في شيء واحد.

تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع

  تنقسم الاستعارة باعتبار الجامع إلى قسمين:

  أ - استعارة قريبة، وهي المبتذلة التي لاكتها الألسن، فلا تحتاج إلى بحث، ويكون الجامع فيها ظاهراً، مثل: رأيت أسداً يرمي.

  ب - استعارة غريبة، وهي التي يكون الجامع فيها غامضاً لا يدركه إلا الخواص، كما في قول الشاعر:

  غمر الرداء إذا تبسم ضاحكاً ... غلقت لضحكته رقاب المال

  يقول: غمر الرداء، يعني: كثير المعروف، فالمشبه هو: المعروف المحذوف، والمشبه به هو: الرداء المذكور في البيت، والجامع هو: الصون والستر في كل، فالمعروف يصون ويستر عرض صاحبه، والرداء يصون ويستر كل ما ألقي عليه.

  إذاً تقسم الاستعارة باعتبار الجامع إلى قسمين:

  أ - استعارة قريبة.