المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

القول بالموجب:

صفحة 139 - الجزء 1

  الذي يكون لنكتة: الذم، قول الشاعر:

  وما أدري وسوف إخال أدري ... رجال آل حصن أم نساء

  فالشاعر هنا يعرف أن آل حصن رجال، ويتجاهل هذا ويسأل: أرجال آل حصن أم نساء؟ والسؤال هنا من أجل ذمهم وتعييرهم، ومثال تجاهل العارف الذي يكون تعبيراً عن التوله في الحب قول الشاعر:

  بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكن أم ليلى من البشر

  فالشاعر هنا يعرف أن ليلاه من البشر وليست من قطيع الغزلان، ومع ذلك يتجاهل هذا ويسأل: ليلاي منكن أم ليلى من البشر؟

  والسؤال هنا من أجل التعبير عن التوله في الحب.

القول بالموجب:

  ومن المحسنات البديعية المعنوية: القول بالموجب، والقول بالموجب، والقول بالموجب نوعان:

  أ - أحدهما: أن تُثبت في كلامك صفة لشيء، وتثبت لها حكماً فينقل السامع تلك الصفة إلى شيء آخر، ولا يتعرض لثبوت ذلك الحكم لتلك الصفة أو نفيه عنها.

  ب - ثانيهما: أن تتكلم بكلام فيحمله السامع على خلاف ما أردت بذكر متعلقه، ويمثلون للنوع الأول بقوله تعالى: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ