فصل في الاستعارة
تقسيم الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار
  تنقسم الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار إلى قسمين:
  أ - استعارة أصلية.
  ب - استعارة تبعية.
  فالاستعارة الأصلية: هي التي يكون لفظها اسماً جامداً غير مشتق، ومثال ذلك قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[إبراهيم: ١] فقد جرت الاستعارة في هذه الآية الكريمة في لفظ: الظلمات وهو اسم جامد كما تعرف ذلك، ومن أجل هذا فالاستعارة هنا أصلية؛ لأنها جرت في اسم جامد غير مشتق وهو الظلمات وفي إجراء الاستعارة في هذه الآية الكريمة يقال: شُبهت الظلالة بالظلمة بجامع عدم الاهتداء في كل، ثم استُعير اللفظ الدال على المشبه به وهو: الظلمات للمشبه وهو الضلالة على طريقة الاستعارة التصريحية الأصلية، وقلنا: التصريحية للتصريح في الاستعارة بلفظ المشبه به وهو الظلمات وقلنا: الأصلية؛ لأن الاستعارة جرت في اسم جامد وهو الظلمات.
  والاستعارة التبعية هي التي يكون فيها اللفظ المستعار اسماً مشتقاً أو فعلاً أو حرفاً، فمثال الاسم المشتق أن تقول: الحال ناطقة بكذا، فقد جرت الاستعارة هنا في اسم مشتق وهو ناطقة، ومن أجل هذا تسمى استعارة تبعية، وفي إجراء هذه الاستعارة