المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

ثانيا الكناية عن موصوف

صفحة 118 - الجزء 1

  المكان الذي يسكن فيه سيدي محمد عوض ونسبة العلم إلى المكان الذي يسكن فيه كناية عن نسبة العلم إلى سيدي محمد عوض نفسه، وتقول: الجود يرافق آل محمد حيث ساروا، فقد كنيت بمرافقة الجود لآل محمد عن جودهم وكرمهم، وهي كناية عن نسبة الصفة إلى الموصوف، ولعلك تتساءل هل من ضابط لكناية النسبة؟ فيقال: كناية النسبة هي التي يصرح فيها بالصفة والموصوف ولكن لا يصرح فيها بنسبة الصفة إلى الموصوف بل يكنى عن ذلك، تقول: اليهود حيثما يحلون يحل التذبيح والتقتيل، البيت إذا خلا من المرأة خلا من النظام والسكينة، العالم إذا رحل عن البلدة رحل عنها الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وإرشاد الناس إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم، وإذاً نقول: تنقسم الكناية إلى ثلاثة أقسام: كناية عن نسبة، عن موصوف، كناية عن صفة.

ثانياً الكناية عن موصوف

  س: ما هي الكناية عن موصوف؟

  ج: الكناية عن الموصوف هي: التي يصرح فيها بالصفة والنسبة ولا يصرح فيها عن الموصوف بل يكنى عنه، تقول: حب الكناية سكن فيّ موضع الأسرار، فالمراد بقولك: موضع الأسرار هو: القلب، ولكنك لم تصرح بالموصوف وهو: القلب وإنما كنيت عنه بـ: موضع الأسرار، والملاحظ أنك صرحت بالصفة