المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

فصل في الاستعارة

صفحة 106 - الجزء 1

  وذلك: كترتب ظهور اللحم على السلخ، وترتب ظهور الظلمة على إزالة الضوء، وإذاً فالجامع - وهو الترتيب - عقلي.

  الطرفان حسيان والجامع بعضه حسي وبعضه عقلي، ومثاله: أن تقول: رأيت قمراً يضحك وأنت تريد شخصاً جميلاً عالي القدر فالمستعار منه هو: القمر وهو حسي والمستعار له هو: الشخص الجميل العالي القدر وهو حسي والوجه بعضه حسي وهو حسن الوجه وبعضه الآخر عقلي وهو علو القدر.

  الطرفان عقليان والجامع عقلي، ومثاله: قوله تعالى: {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}⁣[يس: ٥٢] فالمستعار منه هو: الرقاد أي: النوم وهو عقلي، والمستعار له هو: الموت وهو عقلي، والجامع هو: انعدام الحركة وهو عقلي.

  الطرفان بعضهما حسي وبعضهما عقلي والجامع عقلي، ومثاله قول تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}⁣[الحجر: ٩٤] فالمستعار منه هو كسر الزجاج وهو حسي، والمستعار له هو: التبليغ جهراً وهو عقلي، والجامع هو التأثير وهو عقلي.

  الطرفان بعضهما عقلي وبعضهما حسي والجامع عقلي، ومثاله قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ١١}⁣[الحاقة: ١١]. فالمستعار منه هو الطغيان وهو عقلي، والمستعار له هو: كثرة الماء وهو حسي والجامع هو: الاستعلاء المفرط وهو عقلي.