المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

فصل في الاستعارة

صفحة 113 - الجزء 1

  ترشيحية لأنه ذُكر فيها ما يناسب المشبه به، فالمشبه هو: الاختيار، والمشبه به هو: الاشتراء، وقد ذكر ما يناسب المشبه به: (الاشتراء) وهو: فما ربحت تجارتهم، ومن أجل هذا تسمى: استعارة ترشيحية.

  ٢ - وفي قول الشاعر: إذا ما الدهر جر على أناس إلخ: استعارة ترشيحية؛ لأنه ذكر فيها ما يلائم المشبه به، فالمشبه هو: الدهر، والمشبه به هو: الجمل، وقد ذكر ما يناسب المشبه به (الجمل) وهو: أناخ، ومن أجل هذا فالاستعارة تسمى ترشيحية.

فصل في الاستعارة التحقيقية

  والاستعارة التحقيقية هي: التي يتحقق المستعار له فيه حساً أو عقلاً، مثال ذلك أن يقال: رأيت بحراً يعطي، فالمستعار له هو: الرجل الجواد، وقد نقل إلى أمر معلوم يمكن أن يشار إليه إشارة حسية وهو: البحر أو نقول وهو محقق حساً ومن أجل هذا فالاستعارة تسمى تحقيقية، ومثال ذلك أيضاً قوله تعالى من سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}⁣[الفاتحة] فالمستعار له هو: الدين الحق وهو أمر يمكن أن يشار إليه إشارة عقلية أو نقول: وهو محقق عقلاً، ومن أجل هذا فالاستعارة تسمى تحقيقية.

فصل في الاستعارة المكنية

  والاستعارة المكنية هي: التي يذكر فيها من أركان التشبيه المشبه فقط، ويحذف المشبه به ويرمز إليه بشيء من لوازمه.