المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

اللف والنشر:

صفحة 131 - الجزء 1

  خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٠٧ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ١٠٨}⁣[هود] ففي هذا الكلام الكريم جمع، وتفريق، وتقسيم، أما الجمع فيمثله قوله تعالى: {لا تكلم نفس إلا بإذنه} لأن النكرة في سياق النفي تعم، وأما التفريق فيمثله قوله تعالى: {فمنهم شقي وسعيد} وأما التقسيم فيمثله إضافة ما للأشقياء على عذاب النار وإضافة ما للسعداء من نعيم الجنة.

  ومن المحسنات البديعية: اللف، النشر، الاستخدام، التجريد.

اللف والنشر:

  ومن المحسنات البديعية المعنوية: اللف والنشر، فما هو اللف والنشر؟

  ج: اللف والنشر هو: أن يذكر متعدد ثم يذكر ما يناسب كل واحد من المتعدد من غير تعيين، ويمثلون له بقوله تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}⁣[القصص: ٧٣] ذكر المتعدد وهو: الليل والنهار، ثم ذكر ما يناسب كل واحد منهما من غير تعيين، فـ: {لتسكنوا فيه} يناسب الليل، و: {لتبتغوا من فضله} يناسب النهار.

الاستخدام:

  ومن المحسنات البديعية المعنوية: الاستخدام.