المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

التجريد:

صفحة 133 - الجزء 1

  أقسام:

  · إما أن تكون ممكنة عقلاً وعادة فتسمى: تبليغاً.

  · وإما أن تكون ممكنة عقلاً لا عادة فتسمى: إغراقاً.

  · وإما أن تكون غير ممكنة لا عقلاً ولا عادة فتسمى غلواً.

  مثال المبالغة الممكنة عقلاً وعادة قول الشاعر:

  فعادى عداء بين ثور ونعجة ... دراكاً ولم ينضح بماء فيُغسل

  يقول: إن فرسه طارد ثوراً ونعجة من بقر الوحش فأدركهما في مسافة قصيرة ولم يعي ولم يعرق ومعنى هذا أن فرس الشاعر صادهما دون عناء ولا مشقة، وهذا أمر ممكن عقلاً وعادة، وهذه المبالغة الممكنة عقلاً وعادة تسمى: تبليغاً.

  ومثال المبالغة الممكنة عقلاً لا عادة قول الشاعر:

  ونكرم جارنا ما دام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث مالا

  يخبر الشاعر أنه يُكرم جاره وهو بين ظهرانيهم، فإذا رحل عنهم لم يقطع عنه إكرامه وإنما يتبعه الإكرام إلى أي جهة رحل إليها، وهذا أمر ممكن عقلاً لا عادة، وهذه المبالغة الممكنة عقلاً لا عادة تسمى: إغراقاً.

  ومثال المبالغة التي لا تمكن لا عقلاً ولا عادة قول الشاعر:

  وأخفت أهل الشرك حتى إنه ... لتخافك النطف التي لم تخلق

  يدعي الشاعر أن ممدوحه أخاف أهل الشرك وأخاف حتى النطف التي لم تخلق بعد، وهذا أمر غير ممكن لا عقلاً ولا عادة،