المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

تجاهل العارف:

صفحة 138 - الجزء 1

  الشاعر:

  إذا ما أتاك تميمي مفاخراً ... فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب

  فإذا افتخر أحد يأكل الضب وقلت له: لا تفتخر وقل لي: كيف تأكل الضب؟ فإن هذا هزل واضح، ولكنك تريد به الجد؛ لأنك تريد أن تنسب إليه أكل الضب، وهو أمر شائن.

تجاهل العارف:

  ومن المحسنات البديعية المعنوية: تجاهل العارف.

  س: فما هو تجاهل العارف؟

  ج: تجاهل العارف هو: أن يتجاهل العارف شيئاً يعرفه ويسأل عنه لنكتة، وهذه النكتة تتنوع إلى ثلاثة أنواع:

  أ - تكون توبيخاً.

  ب - تكون ذماً.

  ج - تكون تعبيراً عن التوله في الحب.

  مثال تجاهل العارف الذي يكون لنكتة: التوبيخ، قول الخارجية:

  أيا شجر الخابور مالك مورقاً ... كأنك لم تجزع على ابن طريف

  فالشاعرة هنا تعرف السبب الذي جعل الشجر يورق وتجاهلته وسألت: مالك مورقاً؟ والسؤال هنا من أجل التوبيخ فهي توبِّخ الشجر؛ لأنه أورق، وكان من حقه أن يترك أوراقه حزناً على الرجل الذي حزنت هي عليه، ومثال تجاهل العارف