المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

التشبيه الخيالي

صفحة 67 - الجزء 1

  مال إلى أسفل، ويقول: إذا تصعد، أي: مال إلى أعلى، وهو يشبه الورد الأحمر حينما تهب عليه الرياح فينحني، فإذا خفت حدة الرياح قام مستوياً يشبهه بـ (أعلام) صنعت من ياقوت، ونشرت على رماح صنعت من زبرجد، فصورة الأعلام المصنوعة من الياقوت المنشورة على رماح مصنوعة من زبرجد، فهذه الصورة ليس لها وجود في عالم الحقيقة والواقع ومن هنا سميت بـ (التشبيه الخيالي)، لكن المواد التي تركبت منها الصورة لها وجود وتدرك بالحس فـ (الأعلام) و (الياقوت) و (الرماح) و (الزبرجد) هذه المواد كلها تدرك بالحس.

  والمقصود من كل هذا أن التشبيه الخيالي يعتبر من التشبيه الحسي، وسبق لنا أن عرفنا: أن طرفي التشبيه وهما: المشبه، والمشبه به يكونان عقليين ويدخل في التشبيه العقلي: التشبيه الوهمي وهو الذي لا يدرك بإحدى الحواس الخمس، لكنه لو وجد فأدرك لكان مدركاً بها.

  ويمثلون للتشبيه الوهمي بقوله تعالى من سورة الصافات:

  {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ٦٥}⁣[الصافات] فـ: الشياطين لا تدرك بإحدى الحواس لكنها لو ظهرت لكانت مدركة بإحدى الحواس، وهي: حاسة البصر وإذاً فهذا التشبيه الذي في الآية الكريمة يسمى: تشبيهاً وهمياً ويعتبر من التشبيه العقلي.