عناية الزيدية بالقرآن الكريم
عناية الزيدية بالقرآن الكريم
  فأما الكتاب العزيز فإن الله تبارك وتعالي قد تكفل بحفظه وحراستة، وحمايته وكلايته، من الاختلاف والتحريف، والتبديل والتصحيف، كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ٩}[الحجر]، لا جرم أنَّ الملحدين في الدين، وغيرهم من أعداء المسلمين، وأصناف المبتدعين، لم يجدوا سببلا الى تغييره، ولا التفت نحارير العلماء إلى ما اخترعوا من تأويله، وابتدعوا من تفسيره، فبقيت آياته المحكمات بينة واضحة، والآخر المتشابهات وجوه تأويلها للراسخين مكشوفة لايحة، ولذلك أمر النبي ÷ أمته بالرجوع إليه، وأرشدهم في معرفة صدق الحديث بأن يعرضوه عليه، كما سيأتي ذكر ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالي.
  وقد اعتنى علماء القرابة والصحابة والتابعين ومن بعدهم بتفسيره وتأويله، وبيان محكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، وحلاله وحرامه، وسائر أحكامه، فمنهم المقصر والمطول، والمتوسط المعتدل، وليس أحد من أئمتنا وعلمائنا إلا وله تفسير كامل أوكلام على كثير من الآيات.