الفلك الدوار في علوم الحديث والآثار،

صارم الدين إبراهيم الوزير (المتوفى: 914 هـ)

عناية الزيدية بالسنة النبوية

صفحة 21 - الجزء 1

  والمقالات الفرية - استرسلوا في وضع الأحاديث والآثار، حتى طار ما اختلقوه كل مطار، وانتشر ذلك في الأنجاد والأغوار، وسار في ديار الإسلام مالم يسر قمر سار، وكاد يغلب في الكثرة ما يعتمد عليه من صحيح الأخبار، وجعله ذريعةً إلى الباطل كثير من الأشرار، وسواد عظيم ممن ليس له معرفة بالحديث من الأخبار، من عوام المتفقهين، ونساك المتعبدين والمتصوفين، و الذاهبين إلى قبول المجهولين، تصديقاً للحديث النبوي: «إنه سيكذب على».

  ولقد قال شعبة: لم يفتش عن الحديث أحد تفتيشي، فوجدت ثلثي مافتشت عنه كذباً. وقال ابن معين: كتبنا عن الكاذبين وسجرنا به التنور وأكلنا به خبزاً سميداً. وعلى هذا جرت عادة طلبة الحديث في الكتابة، فلذلك قال بعضهم: إذا كتبت فقمِّش، وإذا عملت ففتش. لاسيما في أحاديث التحليل والتحريم،