عناية الزيدية بالسنة النبوية
  فإنه يجب التقصي فيها على كل مسلم بلا اتباع هوى ولاتعصب لمذهب، ولا قدح في راوٍ بلا موجب ظاهر في ذلك ولا سبب، بخلاف أحاديث الفضائل فإنه يتسامح فيها بعض التسامح.
  وقد كذب على نبينا ÷ قطعاً، وسيأتي بيان أسباب ذلك إن شاء الله تعالى، نعوذ بالله من الخذلان.
  ولما أظهر الله دين نبيه على سائر الأديان، وأنجزه ما وعده في محكم القرآن، وملكت أمته جميع ممالك الأمم، وحكمت فيهم بالسيف والقلم، واتسع نطاق دين الإسلام، وبلغت الدعوة المحمدية أقصى ممالك الشرق والغرب واليمن والشام، ووقع الاختلاف في الأصول والفروع، والمعقول من المعلومات والمسموع، وانتشرت المذاهب في الآفاق، وقامت حرب المناظرة على ساق، وتعصبت كل طائفة لمن تقدم من أسلافها، وتفرقت الأمة إلى نيف وسبعين فرقة بسبب تباين العقائد و اختلافها، وظهر الدغل في الأخبار، والدخل في الآثار، شمر حفاظ الحديث من جميع الطوائف شيعة وسنة في انتقاده، والكشف عن رجال اسناده، وتكلموا فيهم تعديلا وتجريحا، وتكذيب وتصحيحا، ووضعوا في ذلك الكتب البسيطة، والجوامع المحيطة، والمختصرات العديدة، المتقنة المفيدة، وعلقوا فوائده، وضبطوا