[الكلام في رواية الأئمة الأربعة]
  ذكر ذلك بعض أصحابنا كالمتوكل في أصول الأحكام، وكأبي جعفر الهوسمي ولكنه قد ضعف ذلك جماعة، وقالوا: صلب زيد # بالكوفة وكان الزهري مع هشام بالشام. وروى أبو جعفر عنه أنه قال لعلي بن الحسين #: كان معاوية يسكته الحلم، وينطقه العلم. فقال #: كذبت يازهري، بل كان يسكته الحصر، وينطقه البطر، وأي حلم مع من سفه الحق، ورد الشرع، وحمل أولاد الأدعياء على بناته، وأظهرهم على أخواته؟ ومع هذه الأمور المنسوبة إليه فحديثه في الستة، قال ابن المديني: له ألفا حديث، وقال أبوداود: حديثه ألفان ومائتا حديث.
  وكذا غير الزهري من رواتهم المعتمدين قد تكلم فيه، ولولا كراهة الإطالة لذكرنا منهم عدة.
[الكلام في رواية الأئمة الأربعة]
  وإذا نظرت إلى بعض من روى عنه أئمة المذاهب الأربعة واعتمدوا في أدلة الأحكام الشرعية عليه وجدت أبا حنيفة فقيه العراق يروي عن الضعفاء والمجاهيل، بل ضعفه في نفسه النسائي وابن عدي وجماعة، وترجم له الخطيب واستوفى كلام معدليه و مضعفيه، وحكوا عنه أنه يعتمد القياس وإن خالف النص، حتى قال بعضهم: إنه رد بالقياس أربعمائة وثلاثين حديثاً. وقال الأوزاعي: ماينقم على أبي حنيفة إلا أنه يبلغه الخبر عن النبي ÷ فيخالفه.